هذا الأمر بالتحديد يدركه بشكل جيد قدامى وكبار وخبراء التدريب في العالم ، وبكل آسف لا ينتبه له كثير جدا من حديثي العمل بمجال التدريب بالتحديد أو التعليم في العموم .

فالدافعية والرغبة في الإنتاجية والإنتشار تغري كثير من حديثي العهد بالعمل في مجال التدريب بإتاحة تسجيلات برامجهم التدريبية بشكل كبير وإتاحة توفيرها للجميع !! اعتقادا أن هذا يساهم في بناء العلامة التجارية الخاصة باسم المدرب المحترف أو المتخصص في التعليم ونقل المهارات
بينما الحقيقة المؤسفة أن هذا الأمر يعرقل حياتك المهنية واستحقاقك المالي نتيجة جهدك وتعبك في تكوين وأنتاج برامجك الخاصة ، حيث لا تتصور كم المجاملات والاستغلالات التى يقوم بها المتدربين معك في أهداء تسجيلات الدورة واتاحتها للجميع من حولهم متباهين أنهم بذلك ينشرون الخير ، والحقيقة أنهم يقتلون ببطء مستقبلك المهني للأسباب الآتية :

• نشر دوراتك المميزة للمشاع يؤدي إلى ضعف الإقبال عليها ماليا – حيث القاعدة المنطقية للعقل البشري (لماذا أدفع مقابل ما استطيع الحصول عليه بلا مقابل) وقد اعتاد عملاءك الوصول إلى تسجيلات برامجك مجانا.

• قتل لجوهر العملية التدريبية حيث تتحول مع الوقت إلى جهد بلا قيمة لان المشتركين معك لا يشتركون للحصول على الدورة وانما فقط لتحصيل الشهادات لأن الدورة نفسها يمكنهم الوصول إلى تسجيلاتها من حضور الدفعة الأولى.

• موت للدافعية الإنتاجية الخاصة بك مما يحولك مع الوقت إلى عازف عن الاستمرار في مجال التدريب رغم أهميته وقدرة المميزين من النجاح فيه بكل سهولة ويسر.

• خسارة كبيرة لما يعرف بـ (خسائر الأرباح المحتملة) لعملاء كثر محتملين لدورتك انقطعت رغبتهم بتحصيل الاستفادة المرجوة من العملية التدريبية نفسها بعد توفر تسجيلات الدورة جاهزة وكاملة .

• مع الوقت يتحول التدريب نفسه إلى سلعة خدمية لا مقابل لها وجهد مبذول ضائع وتكون أسير حرفيا للجهات التى تتاجر بك كمدرب للحصول على الشهادات التى تصبح الوحيدة التى تغري الناس بالاشتراك لان التدريب نفسه لم يعد مهما فهو متاح على المشاع.

• لجوء بعض المحتالين بسرقة الدورات التدريبية المسجلة وتوفيرها على مواقعهم الشخصية لكسب الاقبال والاشتراكات بالموقع نفسه لاستخدام داتا الأعضاء في التسويق لاحقا وهذا على أكتاف ومجهود المدربين الفعليين وأصحاب تلك الدورات. (ظلم كبير وسرقة لحقوق الملكية الفكرية)